التحول الرقمي في السعودية

التحول الرقمي في السعودية

تطوّرَ عالمُ التكنولوجيا وأحدَث ثورةً رقمية كبيرة، حيث اتجهت الشركات والمؤسسات ومنشآت الأعمال نحو الرقمنة، و مواكبة لهذا التطور كان التحول الرقمي أبرز الأسس التي تركز عليها خطة التحول الوطني 2030 في المملكة العربية السعودية، و استبدال الخدمات التقليدية بالرقمية الحديثة من نظمٍ محوسبة وخطط واستراتيجيات دقيقة، تُحقق أهدافها بكفاءة عالية، فمملكتنا تسعى للوصول إلى مجتمع رقمي كامل يسهّل كافة الخدمات العامة والخاصة ويختصر الجهد والوقت والتكلفة ويواكب التطور العالمي.

 

لكن، ماذا نقصد بالتحول الرقمي؟؟

هو استخدام التكنولوجيا الرقمية وتقنياتها في قطاعات الأعمال، وتطوير طريقة عملها داخليًا، وكيفية تقديم الخدمات بطريقةٍ أسهل وأسرع، بالإضافة إلى توفير قنواتٍ جديدة من العائدات، وهذا يفرض على الشركات خوض سباقٍ حاسم لتطوير حلولٍ مُبتكرة تضمن تحقيق أهدافها، والوصول إلى الرؤى الاستراتيجية لها مع استمراريتها في دائرة المنافسة، فالشركات التي لا تضع استراتيجية رقمية واضحة وفعّالة سينتهي بها المطاف بخروجها من السوق، لذا فالهدف الأساسي للتحول الرقمي، هو البقاء.

 

البنية التحتية الرقمية في السعودية:

إن أكثر ما ساعد على تسريع التحول الرقمي في مملكتنا هو تمتعها ببنية تحتية رقمية قوية حتى في التعاملات الفرديّة اليوميّة، مثل: الصرف المالي، وتطبيقات البنوك الالكترونية، فقد مكّنتها البنية التحتية من التطور ومواكبة التكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى مواجهة الأزمات المحتملة، لذا تم تصنيف المملكة ضمن أفضل الدول تقدما في التحول الرقمي عالميًا، ودعمت تفعيل شبكات الجيل الخامس فيها، حيث أن الانترنت أساس الرقمنة.

 

لماذا يُعتبر التحول الرقمي ضروريًا ؟

لقد أصبح التحول الرقمي ضرورة قصوى لدى كلّ شركة ومؤسسة؛ لتواجه تحديات اليوم وتتميز في المستقبل، فقد كشفت دراسات عديدة بأن الإنفاق على التحول الرقمي في جميع أنحاء العالم حظيَ باهتمامٍ كبير جدًا في السنوات الأخيرة، حيث أن معظم الشركات والحكومات حول العالم تنفق الكثيرمن أجل تطوير تقنيات التحول الرقمي لديها، وذلك من أجل تطوير وتحسين خدماتها، وتسهيل وصولها للمستفيدين، لذا يُقاس تقدم وذكاء الدول في إدارة وتشغيل الحكومات والبنى التحتية بناءً على التحول الرقمي، والذي يعتبر أحد أهم العوامل التي تحدد مستقبل شعوبها، فالقادة يتطلعون إلى تحسين الكفاءات وتقليل الإنفاق، وتطبيق الخدمات الجديدة بسرعة ومرونة عالية، وفي المملكة العربية السعودية إمكانات ضخمة لبناء مجتمعات فعّالة وتنافسية مستدامة من خلال التحول الرقمي، والذي سيعمل أيضًا على تحقيقِ تغييرٍ جذري في خدمات المواطنين وفي مجالات متعددة مثل: الصحة والتعليم والسلامة والأمن، والتي هدفها خدمة المستفيدين والتسهيل عليهم.

 

دور التحول الرقمي في تحسين كفاءة قطاعات الأعمال..

أدى التحول الرقمي إلى تغيير عالم الأعمال والكثير من المفاهيم والأنشطة القديمة التقليدية، لذا فقد أصبح التحول الرقمي من الضروريات بالنسبة لكافة الشركات و المؤسسات التي تسعى إلى التطوير وتحسين خدماتها وتسهيل وصولها للمستفيدين فالتحول الرقمي يسهم في زيادة الإنتاجية داخل المؤسسة وتحسين تجربة العملاء، وخفض التكاليف التشغيلية بالإضافة إلى ربط القطاعات الحكومية أو الخاصة ببعضها بحيث يمكن انجاز الأعمال المشتركة بمرونة وانسجامٍ عال، و وقد أصبح من الضروري تحويل المؤسسة رقمياً، ويعود ذلك وبشكل أساسي إلى التطور المتسارع في استخدام وسائل وأدوات تكنولوجيا المعلومات في كافة مناحي الحياة سواء كانت متعلقة بالمعاملات مع القطاع الحكومي أو القطاع الخاص أو كانت تخص الأفراد. لذلك هناك رغبة واضحة من كافة شرائح المجتمع على المؤسسات والشركات لتحسين خدماتها واتاحتها على كافة القنوات الرقمية.

مزايا التحول الرقمي:

– تحسين تجربة العملاء

تكمن تجربة العملاء في نواة التكنولوجيا الرقمية، لذا تدرك العديد من الشركات هذا الأمر بشكلٍ متزايد، حيث يقوم 92٪ من المدراء بتطوير استراتيجيات تحول رقمي متطورة في مؤسساتهم لتعزيز تجربة المستهلك.

– المزيد من الرؤى المستندة إلى البيانات:

عندما تصبح رقميًا، يمكنك تتبع المقاييس وتحليل البيانات التي تلتقطها أثناء جهود التسويق الرقمي الخاصة بك، ويساعد استخدام الرؤى المستندة إلى البيانات في فهم العملاء بشكلٍ أفضل، وكذلك إعادة التفكير في استراتيجيات الأعمال، والمساعدة في اتخاذ قرارات أفضل، وتمهيد الطرق لتحقيق عائد استثمار أعلى.

– تحسين الابتكار:

مع التحول الرقمي، تنمو الشركات وتكبر، ويغذيها الابتكار، لذا يجب أن تكون كل شركة مستعدة جيدًا للتغيير في بيئة الأعمال التنافسية، وبفضل مزايا التحول الرقمي، أصبح لدى كل عمل الآن فرصة للابتكار من أجل المنافسة بشكل أفضل أمام المنافسين الجدد ومواكبة الاتجاهات الجديدة.

– تعزيز تجربة العميل:

أصبحت التكنولوجيا والوسائط الاجتماعية والتطبيقات شائعة بشكلٍ متزايد، ولحل تحدياتهم، يبحثون عن حلول موفرة للوقت وفعّالة من حيث التكلفة مرتبطة بالأهداف، تعمل تقنيات التحول الرقمي بدقة كما هو موصوف ويسمح التحليل التفصيلي لهذه التقنيات المتطورة للشركات بفهم المتطلبات المتغيرة لعملائها بشكل أفضل وتوفير طرق لتقييم البيانات لتلبية توقعاتهم المرجوّة.

لهذا السبب، يمكن لأي شركة تتفهم تمامًا استخدام تقنية التحول الرقمي أن تكتسب المزيد من القوة وتفوز بقلوب وعقول المستهلكين.

– تحديث المهارات واكتساب المعرفة:

مطلوب دائمًا الذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز، والحوسبة السحابية والتحليلات والتعلم الآلي، ومجموعات المهارات الأساسية الجديدة الأخرى في سياق التحول الرقمي، لذا يمكن ضمان تطوير الشركة ومكانتها من خلال السماح لموظفيها بتطوير قدراتهم في التحول الرقمي وصقلها من أجل الاستعداد لمواجهة التحديات المستقبلية.

عوائق التحول الرقمي:

توجد العديد من العوائق التي تعرقل عملية التحول الرقمي داخل المؤسسات والشركات وهي:

– نقص الكفاءات والقدرات المتمكنة داخل المؤسسة والقادرة على قيادة برامج التحول الرقمي والتغيير داخل المؤسسة.

– نقص الميزاينات المرصودة لهذه البرامج تحد من نموها.

– التخوف من مخاطر أمن المعلومات وخصوصية المستخدمين كنتيجة لاستخدام الوسائل التكنولوجية يعتبر أحد أكبر العوائق خصوصًا إذا كانت الأصول ذات قيمة عالية.

– زيادة سرعة وجودة أداء العمليات الداخلية الحالية عبر التحسين والأتمتة، هذا التحسين سيعطي المنشأة: أ)وفرة من الوقت والكفاءة ب) انكشاف أكبر على السوق

مما يفترض أن يُمكن المنشأة من تحويل الطاقة الفائضة لاستثمارها في جهود وبرامج التحول الرقمي. وما دام فريق المنشأة منشغل بعمليات يدوية بطيئة نسبة الخطأ فيها كبيرة لن يتمكن من اكتساب المهارات القيادية المناسبة للريادة في عالم التحول.

ختاما .. نحن مُقبلون على كفاءات بشريّة تتجه نحو الرقمنة بقوةٍ ونجاحٍ وذكاء، والتحول الرقمي كما أنه تحديًا يواجه الشركات والحكومات لكنه فرصة يجب أن تُستغل، متمثلًا في استخدام التطبيقات والمواقع الإلكترونية، ونظم المعلومات والدفع الإلكتروني .. وغيرها من التقنيات الحديثة، لتتكاثف الجهود ونصل بمملكتنا إلى مجتمع تقني حديث قائم على أحدث الوسائل التكنولوجية التي عرفها العالم كأساس لتحقيق رؤيتنا الوطنية 2030.

 

Tags: No tags

Comments are closed.